بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الجيلاني :
رؤية في نسبة التفسير للمؤلف:بقلم الباحث جمال الدين فالح الكيلاني
اطلعت على تفسير الشيخ عبدالقادرالجيلاني (قدس الله روحه) المطبوع المتداول وقمت بدراسة نسبة الكتاب للمؤلف وهو جانب تم اغفاله وتجاهله من قبل ناشري الكتاب مع العلم انه طبع في اسطنبول وبيروت والقاهرة ولاكثر من محقق .
والكتاب تدور حول نسبته للشيخ عبد القادر الجيلاني عدة اشكالات منها :
1- ذَكَر مؤلف التفسير في نهاية مقدمته (1/34) عنوان تفسيره فقال: "ثُمَّ لمَّا كان ما ظهر فيه من الفتوحات التي فتحها الله الحق, ووهبها من محض جوده سمَّى من عنده (بالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية الموضحة للكلم القرآنية والحكم الفرقانية)", وهذا العنوان قد نسبه حاجي خليفة في كشف الظنون (2/1292), والزركلي في الأعلام (8/39), وكحالة في معجم المؤلفين (4/37) لنعمة الله بن محمود النخجواني (ت:920هـ), متصوف من اتباع الطريقة القادرية ,و نسبته إلى "نخجوان" في اوزبكستان .
2- ففي النسخة التي أشار لها المحقق (أ) كتب الناسخ في نهاية الجزء الثالث من المخطوط: "تم الجزء الثالث من تفسير سلطان العارفين سيدي عبد القادر الجيلاني قدَّس الله سره العزيز آمين".
وفي النسخة (ج) كتب في الصفحة الأُولى من الجزء الأول من المخطوط "الجزء الأول من تفسير القرآن العظيم لمولانا ذي النور الرباني, والهيكل الصمداني, فذلكة طروس الدفتر النوراني, إمام العارفين تاج الدين القطب الكامل السيد عبد القادر الكيلاني أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته وبركات معاني سره العرفاني".
3- وذكر العالم العلامة مفتي العراق الشيخ عبد الكريم بيارة(المدرس) (رحمه الله وقدس سره) في كتابه (إسناد الأعلام الى حضرة سيد الأنام) مؤلفات القطب الرباني والغوث الصمداني قطب بغداد أبو صالح محيي الدين سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره العزيز وأفاض علينا من بركات علومه الشريفة وحشرنا معه وفي زمرته تحت لواء سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) )وقالوله تأليفات مهمة منها تفسير القرآن العظيم في ست مجلدات وتوجد نسخة منه في بلدة طرابلس في ليبيا ولم تطبع لحد الآن . وأراد النقباء في بغداد طبعه ولكن عاقت دون طبعه عوائق الأيام).
وبعد الدراسة والتحقيق ومقارنة التفسير باسلوب الشيخ عبدالقادر الجيلاني من خلال مؤلفاته المعروفة ككتاب الغنية والفتح الرباني وفتوح الغيب وغيرها مما ثبتت نسبته للسيد الشيخ عبد القادر الجيلاني,والذي تمرست عليه وتعاملت معه سنوات طويلة بحكم الدراسة والمتابعة والتخصص
اقول وبالله التوفيق :
بعد النظر والتأمل في ثنايا التفسير , يتجلى لنا وبوضوح تام وبالدليل العقلي والنقلي ان اصل التفسير هو للشيخ عبدالقادر الجيلاني ,وتاليف الشيخ عبدالقادر الجيلاني للتفسير معروف ومتواتر بين كل من عمل في التراث القادري, ويتضح ذلك في ثنايا التفسير نفسه من خلال مقارنة بعض النصوص والتي بقيت تحمل بصمة مؤلف الاصل الشيخ عبدالقادر الجيلاني ولكن الحقيقة العلمية والامانة التاريخية تقتضي ذكر ان التفسير تعرض الى اعادة صياغة تكاد تكون كاملة , من قبل احد الصوفية المتاخرين وهو نعمة الله النخجواني الاوزبكي الوارد ذكره اعلاه والله اعلم .
*ملخص دراسة نشرت في مجلة فكر حر البغدادية2011