وهو كتاب ألفه الباحث والمفكر السوري موفق بني المرجة، وقدمه لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإسلاميةالسلطان عبد الحميد الثاني ومشروع الجامعة الإسلامية)، واختار الباحث موضوعا له أهميته العلمية القصوى عند المسلمين، حيث اختلف الباحثون في تقويم شخصية السلطان عبد الحميد الثاني، وهي شخصية تأريخية لها ثقلها في العالم العربي والإسلامي، واتبع الباحث منهج البحث العلمي التأريخي، وحرص على الطريقة الموضوعية في بيان التسلسل الزمني وتبويب الأبواب في الرسالة، واهتم كذلك بالربط بين جوانب الحياة السياسية، والدينيةوالاقتصادية، والاجتماعية، وعقد الباحث كثيرا من الدراسات المقارنة المفيدة، بين عصر عبد الحميد والعصور السابقة واللاحقة ويؤكد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني ان كتاب صحوة الرجل المريض من اهم الكتب في التاريخ العثماني الأخير وفي سيرة السلطان عبد الحميد الثاني ولكن الكتاب شن هجوما غير مسبوق وبدون تحفظ على المصلح جمال الدين الافغاني مما يدعونا إلى التوقف والتامل في هذه الجزئية والا الكتاب تحفة تاريخية حقيقية بكل الابعاد كل من كتب بعده اعتمد عليه .
سجل الباحث موفق بني مرجة في 26/11/1977م، موضوع رسالة يتقدم بها لنيل درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية، وكانت لجنة الحكم على الرسالة متكونة من:
الأستاذ الدكتور علي حسني الخربوطلي، وهو أستاذ التأريخ الإسلامي في جامعة عين شمس.
الاستاذ الدكتور سيد رجب حراز، وهو أستاذ التاريخ الحديث في كلية الآداب - جامعة القاهرة.
الاستاذ الدكتور أحمد جمعة الشرباصي، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامع الأزهر والأستاذ بمعهد الدراسات الإسلامية.
ولقد طبع الكتاب في الكويت في شركة دار الكويت للطباعة، في شهر مايس/آيار من عام 1984م، وباسم (صحوة الرجل المريض أو السلطان عبد الحميد الثاني والخلافة الإسلامية). ويقع البحث في سبعة أبواب مقسمة إلى عدة فصول، وهو كتاب تأريخي إسلامي.
موفق بني المرجة وهو باحث وكاتب سوري، عربي الأصل، من مواليد مدينة دمشق عام (1357هـ/1939م)، حصل على شهادة بكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، ثم أنصرف لدراسة التاريخ وحصل على الليسانس في الآداب من بيروت، وعلى دبلوم في الصحافة ودبلوم في الدراسات السياحية العليا بتقدير أمتياز، وحصل على الماجستير في التاريخ بتقدير جيد جداً من معهد الدراسات الإسلامية، في القاهرة عام(1399هـ، 1979م)، وذلك عن رسالته الموسومة ((السلطان عبد الحميد الثاني ومشروع الجامعة الإسلامية))، أو صحوة الرجل المريض.
وقام بعدة رحلات للبلدان العربية والأجنبية، وعمل في الصحافة والتدريس في وقت مبكر في كل من دمشق وبيروتوالكويت ولندن، كما شغل مناصب ومراكز مهمة حيث عمل رئيساً لدار نشر ومركز أبحاث، ومديراً لبعض المؤسسات الصحفية، وله عدة مؤلفات مطبوعة والكثير من المقالات في الصحف والمجلات. وهو عضو في أتحادات الكتاب العرب السوريين في دمشق. وكذلك هو عضو في جمعيات الصحفيين الكويتيين وجمعية المعلمين الكويتيين.
عبد الحميد بن عبد المجيد الأول السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من أمتلك سلطة فعلية منهم. وولد في 21 سبتمبر 1842 م، وتولى الحكم عام 1876 م. أبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير 1918 م.
وتلقى السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد تعليمه بالقصر السلطاني واتقن من اللغات: الفارسية والعربية وكذلك درس التاريخ والأدب.
أظهر السلطان روحا إصلاحية وعهد بمنصب الصدر الأعظم إلى مدحت باشا أحد زعماء الإصلاح فأمر بإعلان الدستور وبداية العمل به، وقد كان الدستور مقتبسا عن دساتير دول أوربية مثل: (بلجيكا وفرنسا وغيرها). وضم الدستور 119 مادة تضمنت حقوق يتمتع بها السلطان كأي ملك دستوري، كما نصب الدستور على تشكيل مجلس نواب منتخب دعي بهيئة المبعوثان.
يعرفه البعض، بـ(اولو خاقان) أي ("الملك العظيم") وعرف في الغرب باسم "السلطان الأحمر"، أو "القاتل الكبير" بسبب مذابح الأرمن المزعوم وقوعها في فترة توليه منصبه.
يعتبره كثير من المسلمين اخر خليفة فعلي للمسلمين لما كان له من علو الهمة للقضايا الإسلامية و ما قام به من مشروع سكة حديد الحجاز التي كانت تربط المدينة المنورة بدمشق و كان ينوي أن يمد هذا الخط الحديدي إلى كل من استانبول و بغداد .
رحب جزء من الشعب العثماني بالعوده إلى الحكم الدستوري بعد إبعاد السلطان عبد الحميد عن العرش في اعقاب ثورة الشباب التركي. غير أن الكثير من المسلمين ما زالوا يقدّرون قيمة هذا السلطان الذي خسر عرشه في سبيل أرض فلسطين التي رفض بيعها لزعماء الحركة الصهيونية.